وداعا ياعام ..!

إنها ساعات ونودع هذا العام
تريث قليلاً أيها العام
أُسْمِعكَ كلمةِ وداع
آخر قبلة سأطبعها على جبينك
وشِمتَ في تاريخي فلا مناص منك ولا فرار
أيا عاماً ظالماً من أين أبدأ
تباً لكَ من بين الأعوام خذلتني
لم تُبقى شيء أدميتني
من علقمك سقيتني!!
ومن الظلم الظالمين كويتني
وحزن منمق وبألوان أهديتني
ووجع معتق سكبت في دميِ
كاد يفيض من رأسي حتى أمخص قدمي
أتعلق بأغصان أيامك العُجاف
تتقاذفني رياح غدرك
تهوى بيّ في عمق سحيق عطشٍ وجفاف
كسرتني دمرتني بعثرتني
وتعود آخر المطاف تلُمّني
وبكفوفِ خيباتك تكفف ألمي
بغزو الغازين تَسلقت هَشيم هَرمي
وتركت المرارة آخر مذاق في فمي
أفقدتني إسمي وعنواني وحتى وطني
أيا عاماً جائراً تباً لك
وهل تبقى شيء من العذاب لم تُسقني
تجاهلت فزعي وخوفي من الظلام المخّيمِ
ككرة في ملعب الايام راوغتني
كمجهولٍ بين السطور أهملتني
نقشتني حرف غريب لا يُفهم ِ
وبسوطكَ الغليظ سلختني
أسألكِ يا نفسي العزيزة
أين أنا!!
هل يا ترى عرفتني؟
أحقاً هذا الشبح المهلهل يخصني!!
أحقاً هذه قسماتي وهامتي ومبسمي
غربية أنا فيكِ ومنكِ
لمن أنتمي!!
أيا عاماً ظالما ً
بالله سألتك الرحيل
خف عن كاهلي وتَرحمِ
أشباحك الغلاض لم تتركني
أنسيتني لذة العيش الرغيد الهني
أين وعودك وآمالٍ يوماً ما وعدتني
لم يطرق بابي سوى خيباتك والندمِ
تباً لك خذلتني
تجرعت كأسك بمرارة العلقمِ
وأقول غداً لابد أن تتبسمِ
أضعتني دمرتني
قذفت بيّ في عمق البحار وركلتني
عتبي عليك من جورِ الزمان وظلمهِ
كُبِلتُ فيكَ لا مفر .. مرغمِ
توهمني ... توعدني
غداً سترزع ورد على وجنتي وقرب فمي
وتكسح برد الشتاء وتردمِ
تركتني ضرير وبالجدار يُصدمِ
أيا عاماً كفاكَ تضليل وكذب
لم ترني غير الأسى لم ترني
لطالما أبكيتني من دمعتي سقيتني
لم تشرق شمس الصباح بقربك
دمعت سمائي وبكت عيوني تورمِ
اليوم آتيك للسلام .. مودعا ً
اليوم أتيك أضحك ساخر منتصراً
لن التفت الى الوراء وأندم ِ
داعياً من رب الرحمة أن يترحمِ
غادرني ياعام الهموم والتشرذم
لربما القادم من بعدكِ أرحمِ
يُنسيني آلامك ويُدمل ألمي
وكل عام وأنتم بخير
أمنياتي عام جديد
سعيد