الطاقة الكهربائية بمياه البحر

قال
ادميرال القوات البحرية الامريكية " الفريد ماهان" في القرن ال19 ان من
يسيطر على البحر يسيطر على العالم كله ، وهو ما يدل على أهمية البحر بكل
وضوح. ولذلك كانت دول العالم تسعى بكل ما في وسعها للسيطرة على البحار منذ
الزمن القديم. لكن انخفضت أهمية البحار بعد ذلك بسبب اختراع الطائرة مما
جعل الدول تهتم أكثر بالسيطرة على الأجواء .
ولكن بدأ البحر يلقى اقبالا
كبيرا من دول العالم مؤخرا باعتباره مصدرا للطاقة البديلة التي ستؤدي الى
ثورة الاقتصاد الخضراء الملائمة مع البيئة.

البحر، مصدر للطاقة

حينما ننظر الى موجات مياه
البحرالمندفعة يمكننا الاحساس بنوع من القوة والطاقة. والحقيقة أن لموجات
البحر طاقة . ومن المقدر ان كميات الطاقة الكامنة في مياه البحر تصل الى 93
ألف تيرا واط أي أكثر من خمسة أضعاف كميات الطاقة الكهربائية التي يتم
توليدها سنويا على مستوى العالم والتي تبلغ 17 ألف تيرا واط.
وجدير
بالذكر ان طاقة مياه البحر تمتاز بانها ملائمة مع البيئة وعدم إخراج
انبعاثات غازية ، بالإضافة إلى بساطة التسهيلات الضرورية لتوليد الطاقة
مقارنة بمنشآت توليد الطاقة باستخدام الرياح أو أشعة الشمس.
ونظرا لهذه
المزايا، انطلقت دول العالم لاجراء دراسات مكثفة لبحث سبل توليد الطاقة
بمياه البحر ، التي تعد مصدرا للطاقة الهائلة والخالية من التلوث . اذن كيف
يمكننا الاستفادة من طاقة البحر؟

طرق توليد الطاقة الكهربائية من البحر

طبقا لما ورد في التقارير العلمية
حتى الان فيمكننا أن نكتشف بعض أنواع طرق توليد الطاقة الكهربائية من
البحر. على سبيل المثال توليد الطاقة الكهربائية بفارق بين المد والجزر.
وهناك ايضا طريقة لتوليد الطاقة باستخدام سرعة جريان المياه دون الحاجة الى
إقامة سد. وهذا ما يوفر التكلفة وعدم تدمير البيئة. كما يمكننا توليد
الطاقة الكهربائية باستخدام موجات مياه البحر التي تتحرك بلا نهاية صعودا
ونزولا. وهناك ايضا طريقة لتوليد الطاقة باستخدام الرياح التي تهب على سطح
البحر وطريقة أخرى من خلال الاستفادة من الفارق بين درجات ضغط الهواء عند
اصطدام مياه البحر والمياه النقية غير المالحة.

الطاقة الكهربائية بمياه البحر St_091203_l01a

تحديات جديدة لكوريا

من المعروف أن كوريا محاطة
بالبحار من ثلاثة جوانب ، ولذلك فقد انطلقت للمشاركة في مصاف الدول
المتقدمة في هذا المجال. حيث تسعى الى إقامة بعض محطات توليد الكهرباء
بموجات مياه البحر أو بالفارق بين المد والجزر في بحيرة سي هوى وجزيرة جيه
جو التي تتميز بكثرة الرياح وقوة موجات المياه .
واذا نجحت كوريا في إدارة هذه المحطات عمليا، ستفتح صفحة جديدة في تطوير الطاقة البديلة على مستوى العالم.