المواضيع الأخيرة
» Sondos
الأربعاء 28 أغسطس 2024, 07:35
» Sondos
الأربعاء 28 أغسطس 2024, 01:17
» Sondos
الثلاثاء 27 أغسطس 2024, 23:02
» Sondos
الثلاثاء 27 أغسطس 2024, 04:44
» Sondos
الثلاثاء 27 أغسطس 2024, 01:06
» Sondos
الإثنين 26 أغسطس 2024, 20:57
» Sondos
الأحد 25 أغسطس 2024, 23:20
» Sondos
الأحد 25 أغسطس 2024, 19:57
» Sondos
الثلاثاء 20 أغسطس 2024, 22:17
» Sondos
الإثنين 19 أغسطس 2024, 17:59
المواضيع الأكثر نشاطاً
نسمع عنها كثيرا ...فهل حاربناها ؟؟
نسمع عنها كثيرا ...فهل حاربناها ؟؟
في خضم الحياة .. بتنا نسمع الكثير عنها ..
قد لا تكون موجودة لدى الكل لكننا نعترف جميعاً بوجودها ..
انها الغفلة .. بداية السقوط الى الهاوية ..
انها الغفلة .. داء القلوب و مميتها ..
انها الغفلة .. بداية النهاية ..
هي الطريق المحفوف بظلمات من المعاصي تعصف بالانسان الى ان يصبح وليس ما يشغله الا الدنيا و لا يمسي الا و همه الدنيا ..
الغفلة : من أخطر مرض القلوب .. ؟؟
موضوع الغفلة هذا من أخطر المواضيع المرتبطة بالقلوب، نظراً لأنَّه قد
يحوِّل الطاعة إلى أن تكون سبباً في عدم دخول الجنَّة والعياذ بالله
تعالى، ولذلك كان من الضروريِّ أن نوليه اهتماماً كبيرا.
أوَّلا: معنى الغفلة:
غفل عن الشيء، أي تركَه وسها عنه.
وهكذا يكون حال المسلم حين يغفل عن ربِّه سبحانه، ويسهو عنه، وقد ذمَّ
الله تعالى الغافلين بقوله: "ولا تُطِع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتَّبع
هواه وكان أمره فرُطا".
ثانيا: أنواع الغفلة:
يُلبِس الشيطان على الإنسان بطرقٍ شتَّى كي يصل به إلى الغفلة، ويستخدم
هوى الإنسان ليقوم بهذا الدور، وأبرز ما تكون الغفلة في أمرين:
* الجهر بالمعصية:
من أبرز النقاط التي يتعامل فيها الشيطان مع الناس، هو جعلهم يجاهرون في المعصية، ولذلك قال : "كلُّ
أمَّتي معافى إلا المجاهرين، وإنَّ من المجاهرة أن يعمل الرجل بالليل
عملا، ثمَّ يصبح وقد ستره الله، فيقول: يا فلان، عملت البارحة كذا وكذا،
وقد بات يستره ربُّه، ويصبح يكشف ستر الله عنه"رواه البخاري.
وما ذاك إلا لأنَّ المجاهرة تكون حائلاً كبيراً أمام التوبة، وفيها معاندةٌ ظاهرةٌ لله تعالى، وهذا من أكبر أنواع الغفلة.
* الاغترار بالحسنة:
من أخطر أنواع الغفلة، حيث يدخل الشيطان من الطاعة ليصل بالعبد إلى
الغفلة، وذلك بتكبير هذه الطاعة، وتعظيمها في عين العبد، فيظنُّ أنَّه
بطاعته تلك قد ضمن الجنَّة ومفاتيحها، ولم يعد في حاجةٍ إلى طاعاتٍ أخرى،
ولا يزال الشيطان بالعبد حتى يرديه المهالك، وتقتله الغفلة.
ثالثا: كيف نقيس الغفلة؟
أبرز مقاييس الغفلة هي:
* تذكُّر الله تعالى دائما، ورقَّة القلب عند الاستماع للقرآن الكريم.
* بقاء اللسان يلهج باستمرارٍ بذكر الله تعالى، وبالاستغفار.
* النظر في الطاعات، هل أحدنا مفرِّطٌ فيها، أم يؤدِّيها في وقتها، وإن
كان يؤدِّيها في وقتها، فهل يستشعرها ويحنُّ إليها، أم هي ثقيلةٌ على قلبه
يقوم إليها كسلانا، أو يؤدِّيها وفكره مشغولٌ عنها؟
* النظر في أخلاقنا، هل نلتزم بحسن الخلق، وعدم الغضب، والحِلم، والصبر، وعدم الكذب، وما إلى ذلك من أخلاق، أم لا؟
* النظر في نموذج حياتنا، هل هي تسير وفق ما يرضي الله تعالى، أم أنَّ
حياتنا أمام الناس جميلةٌ برَّاقة، فإذا ما خلونا بمحارم الله تعالى
انتهكناها؟ وهل نربِّي أهلنا وأولادنا على الإسلام أم نتركهم تتنازعهم
وسائل الغواية من كلِّ مكان؟
* النظر في معاملاتنا مع الآخرين، هل نراعي الله تعالى فيها، فلا نغشَّ،
ولا نسرق، ولا نرفع الأصوات ونكثر الحلف، ونكون كما أراد رسولنا :
"رحم الله رجلاً سمحاً إذا باع وإذا اشترى وإذا اقتضى"رواه البخاري، أم
لا؟ وهل نعين الآخرين، فنفكَّ الضيق عن المضيقين، ونسدَّ حاجة المحتاجين،
ونغيث الملهوف، ونسعف المعوز، أم لا؟
رابعا: طرق علاج الغفلة:
1- الغفلة نقيض المراقبة:
يقول الإمام ابن قدامة: "تحقَّق أرباب البصائر أنَّهم لا ينجيهم من هذه الأخطار إلا لزوم المحاسبة لأنفسهم وصدق المراقبة".
وقد قسَّمها –رحمه الله تعالى- إلى ستِّ مراحل:
* المشارطة:
أي أن يشرط العقل على النفس ألا تقع في المعاصي والذنوب، وأن تقوم بالطاعات والفضائل.
فـ"إنَّ المؤمنين قومٌ أوثقهم القرآن، وحال بينهم وبين هَلَكتهم، إنَّ
المؤمن أسيرٌ في الدنيا، يسعى في فكاك رقبته، لا يأمن شيئاً حتى يلقى الله
عزَّ وجلّ، يعلم أنَّه مأخوذٌ عليه في سمعه، وفي بصره، وفي لسانه، وفي
جوارحه، مأخوذٌ عليه في ذلك كلِّه".
* المراقبة:
"إذا أوصى الإنسان نفسه، وشرط عليها، لم يبقَ إلا المراقبة لها وملاحظتها،
وفي الحديث الصحيح في تفسير الإحسان، لما سئل عنه رسول الله
قال: "أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنَّه يراك"رواه
البخاريُّ ومسلم، أراد بذلك استحضار عظمة الله ومراقبته في حالة العبادة".
* المحاسبة بعد العمل:
"ومعنى المحاسبة أن ينظر في رأس المال، وفي الربح، وفي الخسران لتتبيَّن
له الزيادة من النقصان، فرأس المال في دينه الفرائض، وربحه النوافل
والفضائل، وخسرانه المعاصي، وليحاسبها أوَّلاً على الفرائض، وإن ارتكب
معصيةً اشتغل بعقابها ومعاقبتها ليستوفي منها ما فرَّط".
* معاقبة النفس على تقصيرها:
"اعلم أنَّ المريد إذا حاسب نفسه فرأى منها تقصيرا، أو فعلت شيئاً من
المعاصي، فلا ينبغي أن يهملها، فإنَّه يسهل عليه حينئذٍ مقارفة الذنوب،
ويعسر عليه فطامها، بل ينبغي أن يعاقبها عقوبةً مباحةً كما يعاقب أهله
وولده".
* المجاهدة:
"وهو أنَّه إذا حاسب نفسه، فينبغي إذا رآها قد قارفت معصيةً أن يعاقبها
كما سبق، فإن رآها تتوانى بحكم الكسل في شيءٍ من الفضائل، أو وردٍ من
الأوراد، فينبغي أن يؤدِّبها بتثقيل الأوراد عليها، كما ورد عن ابن عمر
رضي الله عنه أنَّه فاتته صلاةٌ في جماعة، فأحيا الليل كلَّه تلك الليلة،
وإذا لم تطاوعه نفسه على الأوراد، فإنَّه يجاهدها ويُكرِهها ما استطاع.
وقال ابن المبارك: "إنَّ الصالحين كانت أنفسهم تواتيهم على الخير عفوا، وإنَّ أنفسنا لا تواتينا إلا كرها".
وممَّا يستعان به عليها أن يُسمِعها أخبار المجتهدين، وما ورد في فضلهم، ويصحب من يقدر عليهم منهم، فيقتدي بأفعاله".
* في معاتبة النفس وتوبيخها:
"قال أبو بكرٍّ الصدِّيق رضي الله عنه: "من مقت نفسه في ذات الله آمنه
الله من مقته"، وقال أنس رضي الله عنه: سمعت عمر بن الخطَّاب رضي الله عنه
-ودخل حائطا- فسمعته يقول وبيني وبينه جدار: عمر بن الخطَّاب أمير
المؤمنين، بخٍ بخٍ، والله لتتقيَّنَّ الله بني الخطَّاب أو ليعذِّبنَّك.
واعلم أن أعدى عدوٍّ لك نفسك التي بين جنبيك، وقد خُلِقت أمَّارةً بالسوء،
ميَّالةً إلى الشرّ، وقد أُمِرْتَ بتقويمها وتزكيتها وفطامها عن مواردها،
فإن أهملتها جمحت، وشردت، ولم تظفر بها بعد ذلك، وإن لزمتها بالتوبيخ،
رجونا أن تصير مطمئنَّةً فلا تغفلنَّ عن تذكيرها".
2- تطبيقات العلاج:
* المداومة على ذكر الله تعالى:
أهمُّ ما يُضعِف الشيطان، ويمحو قسوة القلب، هو ذكر الله تعالى كثيرا،
بكلِّ أنواع الأذكار المختلفة، صباحاً ومساء، وفي سائر الأحوال، مثل أذكار
الدخول والخروج واللبس والخلع والطعام والشراب ودخول الحمام، وما إلى ذلك.
فعن عبد الله بن بسر أنَّ رجلاً قال: يا رسول الله، إنَّ شرائع الإسلام قد
كثرت عليّ، فأخبرني بشيءٍ أتشبَّث به، قال: "لا يزال لسانك رطباً من ذكر
الله "رواه الترمذيُّ وابن ماجه وصحَّحه ابن حبَّانٍ والحاكم.
* قراءة القرآن الكريم:
فمع تكرار القراءة، والاستماع للقرآن الكريم، يأتي الخشوع، وينجلي الصدأ عن القلب، وقال :
"لا تكثروا الكلام بغير ذكر الله تعالى، فإنَّ كثرة الكلام بغير ذكر الله
تعالى قسوةٌ للقلب، وإنَّ أبعد الناس من الله القلب القاسي"رواه الترمذيُّ
بسندٍ حسن.
* المواظبة على الطاعات:
عن عبد الملك بن عمير قال: كان غلامٌ بالمدينة يكنَّى أبا مصعب، فأتى النبيَّ وبين يديه سنبل، ففرك سنبلة ثمَّ نفخها ثمَّ دفعها إليه فأكلها، وكانت الأنصار تعيِّر من يأكل فريكة السنبل، فلمَّا دفعها النبيُّ
إليه لم يردَّها عليه، قال أبو مصعب: ثمَّ قمت من عنده غير بعيد، ثمَّ
رجعت إليه فقلت: يا رسول الله، ادع الله أن يجعلني معك في الجنَّة، قال:
"من علَّمك هذا؟"، قلت: لا أحد، قال: "أفعل"، فلمَّا ولَّيت دعاني، قال:
"أعنِّي على نفسك بكثرة السجود"رواه البزَّار بسندٍ صحيح.
* الإكثار من الدعاء:
قال
لمعاذٍ بن جبل رضي الله عنه: "يا معاذ، والله إنِّي لأحبُّك، أوصيك يا
معاذ: لا تدعن في دبر كلِّ صلاةٍ أن تقول: اللهمَّ أعنِّي على ذكرك،
وشكرك، وحسن عبادتك"رواه أحمد وأبو داود والنسائيُّ والحاكم وغيرهم بسندٍ
صحيح.
* ملاحظة نِعم الله تعالى:
ملاحظة نعم الله الباطنة والظاهرة، وواجبنا تجاهها، وهو القيام بشكرها،
قال تعالى: "ياأيُّها الناس اذكروا نعمة الله عليكم هل من خالقٍ غير الله
يرزقكم من السماء والأرض لا إله إلا هو فأنَّى تُؤفَكون".
* طرد العُجب والرياء بعد العمل الصالح:
فإذا دخل على الإنسان عجبٌ بعد العمل الصالح، أو خوفٌ من الرياء، فعليه أن
يطرده ويحاربه، ويستعيذ منه، ومثل هذا الشعور ينتاب كلَّ إنسان، لكن عليه
أن يستحضر الإخلاص، ويستغفر الله تعالى، ويتذكَّر أنَّه لا حول ولا قوة
إلا بالله تعالى، فلولا أنَّ الله تعالى أعانه على أداء هذا العمل ما أطاق
فعله، فلله الحمد أوَّلاً وآخرا.
موضوع الغفلة هذا من أخطر المواضيع المرتبطة بالقلوب، نظراً لأنَّه قد
يحوِّل الطاعة إلى أن تكون سبباً في عدم دخول الجنَّة والعياذ بالله
تعالى، ولذلك كان من الضروريِّ أن نوليه اهتماماً كبيرا.
أوَّلا: معنى الغفلة:
غفل عن الشيء، أي تركَه وسها عنه.
وهكذا يكون حال المسلم حين يغفل عن ربِّه سبحانه، ويسهو عنه، وقد ذمَّ
الله تعالى الغافلين بقوله: "ولا تُطِع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتَّبع
هواه وكان أمره فرُطا".
ثانيا: أنواع الغفلة:
يُلبِس الشيطان على الإنسان بطرقٍ شتَّى كي يصل به إلى الغفلة، ويستخدم
هوى الإنسان ليقوم بهذا الدور، وأبرز ما تكون الغفلة في أمرين:
* الجهر بالمعصية:
من أبرز النقاط التي يتعامل فيها الشيطان مع الناس، هو جعلهم يجاهرون في المعصية، ولذلك قال : "كلُّ
أمَّتي معافى إلا المجاهرين، وإنَّ من المجاهرة أن يعمل الرجل بالليل
عملا، ثمَّ يصبح وقد ستره الله، فيقول: يا فلان، عملت البارحة كذا وكذا،
وقد بات يستره ربُّه، ويصبح يكشف ستر الله عنه"رواه البخاري.
وما ذاك إلا لأنَّ المجاهرة تكون حائلاً كبيراً أمام التوبة، وفيها معاندةٌ ظاهرةٌ لله تعالى، وهذا من أكبر أنواع الغفلة.
* الاغترار بالحسنة:
من أخطر أنواع الغفلة، حيث يدخل الشيطان من الطاعة ليصل بالعبد إلى
الغفلة، وذلك بتكبير هذه الطاعة، وتعظيمها في عين العبد، فيظنُّ أنَّه
بطاعته تلك قد ضمن الجنَّة ومفاتيحها، ولم يعد في حاجةٍ إلى طاعاتٍ أخرى،
ولا يزال الشيطان بالعبد حتى يرديه المهالك، وتقتله الغفلة.
ثالثا: كيف نقيس الغفلة؟
أبرز مقاييس الغفلة هي:
* تذكُّر الله تعالى دائما، ورقَّة القلب عند الاستماع للقرآن الكريم.
* بقاء اللسان يلهج باستمرارٍ بذكر الله تعالى، وبالاستغفار.
* النظر في الطاعات، هل أحدنا مفرِّطٌ فيها، أم يؤدِّيها في وقتها، وإن
كان يؤدِّيها في وقتها، فهل يستشعرها ويحنُّ إليها، أم هي ثقيلةٌ على قلبه
يقوم إليها كسلانا، أو يؤدِّيها وفكره مشغولٌ عنها؟
* النظر في أخلاقنا، هل نلتزم بحسن الخلق، وعدم الغضب، والحِلم، والصبر، وعدم الكذب، وما إلى ذلك من أخلاق، أم لا؟
* النظر في نموذج حياتنا، هل هي تسير وفق ما يرضي الله تعالى، أم أنَّ
حياتنا أمام الناس جميلةٌ برَّاقة، فإذا ما خلونا بمحارم الله تعالى
انتهكناها؟ وهل نربِّي أهلنا وأولادنا على الإسلام أم نتركهم تتنازعهم
وسائل الغواية من كلِّ مكان؟
* النظر في معاملاتنا مع الآخرين، هل نراعي الله تعالى فيها، فلا نغشَّ،
ولا نسرق، ولا نرفع الأصوات ونكثر الحلف، ونكون كما أراد رسولنا :
"رحم الله رجلاً سمحاً إذا باع وإذا اشترى وإذا اقتضى"رواه البخاري، أم
لا؟ وهل نعين الآخرين، فنفكَّ الضيق عن المضيقين، ونسدَّ حاجة المحتاجين،
ونغيث الملهوف، ونسعف المعوز، أم لا؟
رابعا: طرق علاج الغفلة:
1- الغفلة نقيض المراقبة:
يقول الإمام ابن قدامة: "تحقَّق أرباب البصائر أنَّهم لا ينجيهم من هذه الأخطار إلا لزوم المحاسبة لأنفسهم وصدق المراقبة".
وقد قسَّمها –رحمه الله تعالى- إلى ستِّ مراحل:
* المشارطة:
أي أن يشرط العقل على النفس ألا تقع في المعاصي والذنوب، وأن تقوم بالطاعات والفضائل.
فـ"إنَّ المؤمنين قومٌ أوثقهم القرآن، وحال بينهم وبين هَلَكتهم، إنَّ
المؤمن أسيرٌ في الدنيا، يسعى في فكاك رقبته، لا يأمن شيئاً حتى يلقى الله
عزَّ وجلّ، يعلم أنَّه مأخوذٌ عليه في سمعه، وفي بصره، وفي لسانه، وفي
جوارحه، مأخوذٌ عليه في ذلك كلِّه".
* المراقبة:
"إذا أوصى الإنسان نفسه، وشرط عليها، لم يبقَ إلا المراقبة لها وملاحظتها،
وفي الحديث الصحيح في تفسير الإحسان، لما سئل عنه رسول الله
قال: "أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنَّه يراك"رواه
البخاريُّ ومسلم، أراد بذلك استحضار عظمة الله ومراقبته في حالة العبادة".
* المحاسبة بعد العمل:
"ومعنى المحاسبة أن ينظر في رأس المال، وفي الربح، وفي الخسران لتتبيَّن
له الزيادة من النقصان، فرأس المال في دينه الفرائض، وربحه النوافل
والفضائل، وخسرانه المعاصي، وليحاسبها أوَّلاً على الفرائض، وإن ارتكب
معصيةً اشتغل بعقابها ومعاقبتها ليستوفي منها ما فرَّط".
* معاقبة النفس على تقصيرها:
"اعلم أنَّ المريد إذا حاسب نفسه فرأى منها تقصيرا، أو فعلت شيئاً من
المعاصي، فلا ينبغي أن يهملها، فإنَّه يسهل عليه حينئذٍ مقارفة الذنوب،
ويعسر عليه فطامها، بل ينبغي أن يعاقبها عقوبةً مباحةً كما يعاقب أهله
وولده".
* المجاهدة:
"وهو أنَّه إذا حاسب نفسه، فينبغي إذا رآها قد قارفت معصيةً أن يعاقبها
كما سبق، فإن رآها تتوانى بحكم الكسل في شيءٍ من الفضائل، أو وردٍ من
الأوراد، فينبغي أن يؤدِّبها بتثقيل الأوراد عليها، كما ورد عن ابن عمر
رضي الله عنه أنَّه فاتته صلاةٌ في جماعة، فأحيا الليل كلَّه تلك الليلة،
وإذا لم تطاوعه نفسه على الأوراد، فإنَّه يجاهدها ويُكرِهها ما استطاع.
وقال ابن المبارك: "إنَّ الصالحين كانت أنفسهم تواتيهم على الخير عفوا، وإنَّ أنفسنا لا تواتينا إلا كرها".
وممَّا يستعان به عليها أن يُسمِعها أخبار المجتهدين، وما ورد في فضلهم، ويصحب من يقدر عليهم منهم، فيقتدي بأفعاله".
* في معاتبة النفس وتوبيخها:
"قال أبو بكرٍّ الصدِّيق رضي الله عنه: "من مقت نفسه في ذات الله آمنه
الله من مقته"، وقال أنس رضي الله عنه: سمعت عمر بن الخطَّاب رضي الله عنه
-ودخل حائطا- فسمعته يقول وبيني وبينه جدار: عمر بن الخطَّاب أمير
المؤمنين، بخٍ بخٍ، والله لتتقيَّنَّ الله بني الخطَّاب أو ليعذِّبنَّك.
واعلم أن أعدى عدوٍّ لك نفسك التي بين جنبيك، وقد خُلِقت أمَّارةً بالسوء،
ميَّالةً إلى الشرّ، وقد أُمِرْتَ بتقويمها وتزكيتها وفطامها عن مواردها،
فإن أهملتها جمحت، وشردت، ولم تظفر بها بعد ذلك، وإن لزمتها بالتوبيخ،
رجونا أن تصير مطمئنَّةً فلا تغفلنَّ عن تذكيرها".
2- تطبيقات العلاج:
* المداومة على ذكر الله تعالى:
أهمُّ ما يُضعِف الشيطان، ويمحو قسوة القلب، هو ذكر الله تعالى كثيرا،
بكلِّ أنواع الأذكار المختلفة، صباحاً ومساء، وفي سائر الأحوال، مثل أذكار
الدخول والخروج واللبس والخلع والطعام والشراب ودخول الحمام، وما إلى ذلك.
فعن عبد الله بن بسر أنَّ رجلاً قال: يا رسول الله، إنَّ شرائع الإسلام قد
كثرت عليّ، فأخبرني بشيءٍ أتشبَّث به، قال: "لا يزال لسانك رطباً من ذكر
الله "رواه الترمذيُّ وابن ماجه وصحَّحه ابن حبَّانٍ والحاكم.
* قراءة القرآن الكريم:
فمع تكرار القراءة، والاستماع للقرآن الكريم، يأتي الخشوع، وينجلي الصدأ عن القلب، وقال :
"لا تكثروا الكلام بغير ذكر الله تعالى، فإنَّ كثرة الكلام بغير ذكر الله
تعالى قسوةٌ للقلب، وإنَّ أبعد الناس من الله القلب القاسي"رواه الترمذيُّ
بسندٍ حسن.
* المواظبة على الطاعات:
عن عبد الملك بن عمير قال: كان غلامٌ بالمدينة يكنَّى أبا مصعب، فأتى النبيَّ وبين يديه سنبل، ففرك سنبلة ثمَّ نفخها ثمَّ دفعها إليه فأكلها، وكانت الأنصار تعيِّر من يأكل فريكة السنبل، فلمَّا دفعها النبيُّ
إليه لم يردَّها عليه، قال أبو مصعب: ثمَّ قمت من عنده غير بعيد، ثمَّ
رجعت إليه فقلت: يا رسول الله، ادع الله أن يجعلني معك في الجنَّة، قال:
"من علَّمك هذا؟"، قلت: لا أحد، قال: "أفعل"، فلمَّا ولَّيت دعاني، قال:
"أعنِّي على نفسك بكثرة السجود"رواه البزَّار بسندٍ صحيح.
* الإكثار من الدعاء:
قال
لمعاذٍ بن جبل رضي الله عنه: "يا معاذ، والله إنِّي لأحبُّك، أوصيك يا
معاذ: لا تدعن في دبر كلِّ صلاةٍ أن تقول: اللهمَّ أعنِّي على ذكرك،
وشكرك، وحسن عبادتك"رواه أحمد وأبو داود والنسائيُّ والحاكم وغيرهم بسندٍ
صحيح.
* ملاحظة نِعم الله تعالى:
ملاحظة نعم الله الباطنة والظاهرة، وواجبنا تجاهها، وهو القيام بشكرها،
قال تعالى: "ياأيُّها الناس اذكروا نعمة الله عليكم هل من خالقٍ غير الله
يرزقكم من السماء والأرض لا إله إلا هو فأنَّى تُؤفَكون".
* طرد العُجب والرياء بعد العمل الصالح:
فإذا دخل على الإنسان عجبٌ بعد العمل الصالح، أو خوفٌ من الرياء، فعليه أن
يطرده ويحاربه، ويستعيذ منه، ومثل هذا الشعور ينتاب كلَّ إنسان، لكن عليه
أن يستحضر الإخلاص، ويستغفر الله تعالى، ويتذكَّر أنَّه لا حول ولا قوة
إلا بالله تعالى، فلولا أنَّ الله تعالى أعانه على أداء هذا العمل ما أطاق
فعله، فلله الحمد أوَّلاً وآخرا.
غفلةٌ كثُرت اسبابها و تعدَّت حبال مصائدها .. فمن اسبابها :
أولا قلة الذكر
فالذكر صابون القلوب و مطهِّرها من رجس المعاصي و الذنوب و هو خير الاعمال عند الله ..
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : (ألا أنبأكم بخير أعمالكم، وأزكاها
عند مليككم، وأرفعها في درجاتكم، وخير لكم من إنفاق الذهب والفضة وخير لكم
من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم) قالوا بلى- قال: ذكر
الله تعالى)
و اعظم الذكر تلاوة كتاب الله العظيم فمن اعرض عنه كان له من الهم و الغم اكبر النصيب و لا حول و لا قوة الا بالله ..
قال تعالى : ( وَمَنْ أَعْرَضَ عَن
ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
أَعْمَى*قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ
بَصِيرًا*قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ
الْيَوْمَ تُنسَى ) (124-126) سورة طـه
ثانيا: قلة ذكر الموت ..
فالحياة قصيرة .. و مهما طال عمر الانسان لابد و ان يُوسَّد في حفرة ..
تكون جنته او ناره .. الى ان يأتي يوم الحساب ..
و قد كان النبي صلى الله عليه وسلم يشير الى ذلك حيث يقول: ( مالي وللدنيا إنما مثلي ومثل الدنيا كمثل راكب قال في ظل شجرة ثم راح وتركها )
وقد أرشدنا النبي صلى الله عليه و سلم الى الاكثار من ذكر الموت
فقال صلى الله عليه و سلم: (أكثروا من ذكر هادم اللذات ) .
ومن وصايا المسيح عليه السلام لأصحابه أنه قال لهم : من ذا الذي يبني على موج البحر داراً ، تلكم الدنيا ، فلا تتخذوها قراراً .
وكان علي بن أبي طالب رضي الله عنه يقول :إن
الدنيا قد أرتحلت مدبرة ،وإن الآخرة قد أرتحلت مقبلة ، ولكل منهما بنون ،
فكونوا من أبناء الآخرة ، ولا تكونوا من أبناء الدنيا ، فإن اليوم عمل ولا
حساب ، وغداً حساب ولا عمل .
ثالثا :مصاحبة الاشرار ..
فأصدقاء الشر يفتحون ابواب المعاصي في وجوه من معهم ..
فيكونون غير مكترثين بما يفعلون أهو حق ام باطل ؟؟!!
فيجب على الانسان ان يحرص على مصاحبة الاخيار ..
فهم مشاعل الهدى التي ستفتح له آفاق الهداية و الرشاد بعد الله ..
و قد وصى الله سبحانه و تعالى رسوله صلى الله عليه و سلم بذلك فقال سبحانه: (
وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ
وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ
تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا... ) (28) سورة الكهف
رابعا :تذكر الحساب و الجزاء
واننا سنكون في يوم من الايام على صعيد واحد تجتمع فيه كل الخلائق ..
لا ينفعنا سوى العمل .. و لا ينقذنا سوى الذكر ..
وان هناك المحكمة الكبرى التي ستجازي على كل عمل .. لا تفوتها شاردةً و لا واردة ..
قال تعالى ( ووضع الكتاب فترى المجرمين مشفقين
مما فيه ويقولون يا ويلتنا ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا
أحصاها ووجدوا ما عملوا حاضرا ولا يظلم ربك أحدا ) (49)الكهف .
عن عدي بن حاتم رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : "ما
منكم من أحد إلا سيكلمه ربه، ليس بينه وبينه تَرْجمان فينظر أيمن منه، فلا
يرى إلا ما قدم. وينظر أشأم منه، فلا يرى إلا ما قدم، وينظر بين يديه فلا
يرى إلا النار تِلقَاءَ وجهه، فاتقوا النار ولو بِشِقِّ تمرة. فمن لم يجد
فبكلمة طيبة" متفق عليه.
و قال صلى الله عليه وسلم : (( لا تزول قدما عبد حتى يسأل عن عمره فيم أفناه ، وعن علمه فيم فعل ، وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه ، وعن جسمه فيم أبلاه ))
نعم سنُسأل على عملنا و مالنا و وقتنا و فوق كل ذلك ان الاعضاء ستشهد على علينا ..اما آن لنا ان نتوب ؟؟
قال تعالى (حَتَّى إِذَا مَا جَاءُوهَا شَهِدَ
عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُم وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا
يَعْمَلُونَ وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُم عَلَيْنَا قَالُوا
أَنْطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوخَلَقَكُمْ
أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ).
هذه بعض من الاسباب التي جعلتنا نبتعد عن منهجٍ عظيم لو اتبعناه لكنا خير الخلف لخير سلف ..
جنينا ثمرة الابتعاد الا و هي الغفلة .. فماذا نحن عاملون أنتركها تأتي
على ما تبقى من إيماننا ام اننا سنحاربها بكل ما أُوتينا من الوسائل ؟؟
هيا اخوتي لنحارب الغفلة و لنمحها من طريق حياتنا لنعيش سعداء و نموت سعداء .. و لنُبعث مع الانبياء و الصديقين و الشهداء ..
قال الحسن البصري رحمه الله تعالى : إنما الدنيا حلم ، والآخرة يقظة ، والموت متوسط بينهما ، ونحن أضغاث أحلام من حاسب نفسه ربح ، ومن غفل عنها خسر . من نظر في العواقب نجا ، ومن أطاع هواه ضل . من حلم غنم ، ومن خاف سلم ، ومن اعتبر أبصر ، ومن أبصر فهم ، ومن فهم علم ، ومن علم عمل . فإذا زللت فارجع ، وإذا ندمت فأقلع ، وإذا جهلت فإسأل . وإذا غضبت فأمسك ، واعلم أن أفضل الأعمال ما أكرهت النفوس عليها .
اعجبتنى أيضا تلك الأبيات
تا الله لو عاش الفتى في عمره
ألفاً من الأعوام مالك أمره مــتـلــذذاً فيــها بـكــل نــعيـــم
متـنعـماً فيـها بنعـمى عصره مـا كـان ذلـك كـله في أن يفي
بمـبيـت أول ليـلة فـي قــبـره
أعجبنى الموضوع فنقلته لكم مع بعض التعديلات
|
هابى81- كبار الشخصيات
- تاريخ التسجيل : 26/09/2011
رد: نسمع عنها كثيرا ...فهل حاربناها ؟؟
شكرآ جزيلا على الموضوع الرائع و المميز
واصل تالقك معنا في المنتدى
بارك الله فيك اخي ...
ننتظر منك الكثير من خلال ابداعاتك المميزة
لك منـــــــ اجمل تحية ــــــــــي
واصل تالقك معنا في المنتدى
بارك الله فيك اخي ...
ننتظر منك الكثير من خلال ابداعاتك المميزة
لك منـــــــ اجمل تحية ــــــــــي
|
ritouja- مديرة منتدى
- تاريخ التسجيل : 18/11/2011
رد: نسمع عنها كثيرا ...فهل حاربناها ؟؟
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك على الموضوع القيم
و شكرا لك على المعلومات الرائعة
وفي انتظارجديدك إنشاء الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك على الموضوع القيم
و شكرا لك على المعلومات الرائعة
وفي انتظارجديدك إنشاء الله
|
ابو المجد- المدير العام
- تاريخ التسجيل : 20/04/2009
العمل/الترفيه : تقني
الموقع : المغرب
رد: نسمع عنها كثيرا ...فهل حاربناها ؟؟
السلام عليكم ورحمة الله
حياك الله على الموضوع الجميل
يعطيك العافية ننتظر جديدك
حياك الله على الموضوع الجميل
يعطيك العافية ننتظر جديدك
|
احلام- مشرفة
- تاريخ التسجيل : 23/12/2011
مواضيع مماثلة
» اشتقت لكم كثيرا
» كثيرا من النساء تقع في مخالفات
» اجتنبوا كثيرا من الظن
» اخطأت كثيرا حين ظننت
» كثيرا ما يخطيء الانسان
» كثيرا من النساء تقع في مخالفات
» اجتنبوا كثيرا من الظن
» اخطأت كثيرا حين ظننت
» كثيرا ما يخطيء الانسان
إنشاء حساب أو تسجيل الدخول لتستطيع الرد
تحتاج إلى أن يكون عضوا لتستطيع الرد.
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى