معجزات الله في الكون -

القمر


قال تعالى فى مطلع سورة القمر { اقتربت الساعة وانشق القمر * وإن يروا آية يعرضوا ويقولوا سحر مستمر }

فى زمن الرسول صلى الله عليه وسلم ، قبل الهجرة وهو في مكة المكرمة ، جاءه

نفر من كفار قريش، وطلب منه : إن كنت – حقاً - نبياً فـأتنا بمعجزة تشهد لك

بالنبوة، وتشهد لك بالرسالة! فألهمه الله – تعالى- أن يشير بإصبعه الشريف إلى

القمر، فانشق القمر إلى فلقتين، فَلْقة يمين جبل حراء، وفلقة يسار جبل حراء، فقال

الكفار: سحرنا محمد صلى الله علىه وسلم. ولكن بعض العقلاء بينهم قال :

انتظروا المسافرين ، الركبان القادمين من السفر ، فإنَّ محمداً لا يستطيع أن يَسْحرَ

كل الناس فانتظروا الركبان حتى جاءوا من السفر، فسألوهم: هل رأيتم شيئاً غريباً

حدث للقمر؟ قالوا: نعم، الليلة الفلانية رأينا القمر قد انشقَّ إلى فلقتيْن إحداهما

يمين ، والأخرى يسار، ثم التحم هذا القمر .

في تفسيرقوله‏ تعالى { والقمر قدرناه منازل حتي عاد كالعرجون القديم‏ }

ذكر ابن كثير أي جعلناه يسير سيرا آخر‏ ، يستدل به على معنى الشهور‏، كما أن

الشمس يعرف بها الليل والنهار‏ فقدره منازل يطلع في أول ليلة من الشهر ضئيلا

قليل النور‏ ، ثم يزداد نورا في الليلة الثانية ويرتفع منزلة‏ ،‏ ثم كلما ارتفع ازداد

ضياء وإن كان مقتبسا من الشمس‏ ، حتى يتكامل نوره في الليلة الرابعة عشرة‏، ثم

يشرع في النقص الى آخر الشهر‏ ، حتي يصير‏ (‏ كالعرجون القديم‏ ) .

وقال مجاهد ‏(‏ العرجون القديم‏ ) : أي العذق اليابس‏، يعني أصل العنقود من الرطب

إذا عتق ويبس وانحني‏ ، ثم بعد هذا يبديه الله تعالى جديدا في أول الشهر الآخر