صيدلية البحر

إذا
إن الأيام المجيدة والمشرقة للمضادات الحيوية المعروفة قد ولت, ونوع إثر
الآخر من البكتيريا يكتسب المناعة ضد ترسانتنا الحالية من الأدوية.‏
والأطباء
الآن يلهثون في سعي محموم في شتى أنحاء العالم لاكتشاف مركبات كيماوية
جديدة قادرة على مهاجمة الأورام السرطانية والقضاء على الزهايمر والشفاء من
الايدز وقائمة تطول ثم لا تنتهي من الأمراض الأخرى, التي لا تتوفر حيالها
الآن إلا علاجات محدودة من دون وجود أدوية شافية بشكل حاسم مع ازدياد أعداد
الأمراض المقاومة للأدوية فيما اكتشافات الأدوية الحديثة تقل.‏
من هنا جاء اقتناع العالم فينيكال بضرورة البحث عن مصادر أدوية في أماكن أخرى.. والمكان الذي اختاره هو البحر.‏
فمنذ
الثمانينيات وهو يفتش في البحار عن الأجيال الجديدة من الأدوية وقد عثر
حتى الآن على بعض المواد والأدوية الواعدة مثل الكيماويات التي تخفف
التورمات والتي استخلصها من مخلوق بحري استوائي جميل يدعى ريش البحر, إضافة
لمركب كيماوي استخلصه من أحد أنواع المرجان البحري الرخو بمقدوره أن يعرقل
انقسام الخلايا السرطانية.. وهناك أيضا المرجان الكاريبي الذي يشفي من
التهابات المفاصل الصدفية.‏
والعالم
فينيكال ليس الوحيد الذي يتطلع نحو البحار بحثا عن جيل جديد من الأدوية بل
سبقه غيره وأتى الكثير بعده.. كما تكثف البحث في هذا الاتجاه في مخابر
كثيرة حول العالم.‏
واليوم
تتضمن قائمة الأدوية المستخلصة من البحر أكثر من تلك المستخلصة من البر..
وإذا كانت هذه أخبار سارة, فإن الأخبار التي ليست كذلك هي الصعوبة التي
يواجهها العلماء في تحديد مواقع البحث إضافة الى أنه لا توجد إشارة أو
مفتاح للبحث في تاريخ الطب, وبالتالي لا تزال عمليات البحث تعتمد الى حد
كبير على التجربة والخطأ.‏