المواضيع الأخيرة
» Sondos
الإثنين 25 مارس 2024, 12:03
» Sondos
الإثنين 25 مارس 2024, 10:26
» Sondos
الإثنين 25 مارس 2024, 10:22
» Sondos
الثلاثاء 03 أكتوبر 2023, 17:03
» Sondos
الخميس 25 مايو 2023, 22:47
» Sondos
الأربعاء 08 فبراير 2023, 16:19
» Sondos
الثلاثاء 07 فبراير 2023, 15:50
» Sondos
الخميس 02 فبراير 2023, 15:44
» Sondos
الثلاثاء 31 يناير 2023, 13:40
» Sondos
الإثنين 30 يناير 2023, 13:04
المواضيع الأكثر نشاطاً
اليس هو الحق!!
اليس هو الحق!!
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده. أما بعد: فإن الدينونة لله - تعالى -بالطاعة، وإخلاص العبادة له وحده، دون ما سواه، مقتضى الفطرة السوية، وعنوان كمال الإنسانية. ويتفاوت الناس في
التحقق بها تفاوتاً كبيراً؛ فمن متجردٍ عن هواه، مقبلٍ على مولاه، يعبده كأنه يراه، فذاك بأكرم المنازل، ومن متنكرٍ لفطرته، متمردٍ على ربه، معرضٍ عن طاعته بالكلية، فذاك بأخبث المنازل. وبين هذا وذاك مضمار طويل، ومقامات متعددة، يجري فيها الخلق، ويقفون. وإلى الله إيابهم، وعلى الله حسابهم. والأنموذج الكامل، والمعيار الدقيق للتدين، ما دل عليه قول الله - تعالى -: {وَمَنْ أَحْسَنُ دِيناً مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ واتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً، وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً} [ النساء: 125]. فتضمنت الآية وصفين عظيمين، عليهما تقوم العبادة الحقة، والدين الأحسن، وهما: 1-الإخلاص التام، المعبَّر عنه بإسلام الوجه لله - تعالى -، فلا يلتفت إلى أحد سواه. 2-الإحسان التام، الحاصل بموافقة هدي محمد - صلى الله عليه وسلم -، واتباع ملة أبيه إبراهيم، خليلا الرحمن، - عليهما السلام -. فحين يتجرد القلب إخلاصاً لله، وتتجرد الجوارح متابعة لرسول الله، تتحقق العبودية الخالصة والدين الأحسن. فالإخلاص يحصل به صلاح الباطن، والمتابعة يحصل بها صلاح الظاهر، وبمجموعهما يصلح أمر العبد كله. وهذان هما ركنا العبادة التي لأجلها خلق الله الخلق، وأرسل الرسل، وأنزل الكتب. وحين ينزل هذان المعنيان في جذر قلب العبد، ويستقران فيه، يؤتى الخشوع في عباداته، والعدل والإحسان في معاملاته، واللطف والرفق في أخلاقه، ويحبه الله وأهل سماواته، ويطرح له القبول في الأرض. ويجد من يلقاه صدقاً في لفظه، وأمناً في ضميره، وأنساً في معاشرته، كما يجد هو سكينة في نفسه ناشئةً عن التوافق بين الظاهر والباطن، وقوة في قلبه مستمدة من صدقه مع ربه، وعزةً في منطقه ومسلكه نابعةً عن اعتزازه بدينه ومعتقده. وترسم الآيات الكريمات في خاتمة سورة الفرقان هذا التدين النقي لـ (عباد الرحمن): {وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأَرْضِ هَوْناً وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلاماً (63) وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّداً وَقِيَاماً (64) وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَاماً (65) إِنَّهَا سَاءتْ مُسْتَقَرّاً وَمُقَاماً (66) وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاماً (67) وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً (68) إلى قوله: وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَاماً (72) وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمّاً وَعُمْيَاناً (73) وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَاماً} الرحمن:63-74]. وثمَّ (تديُّن منقوص) ثُلم، بسبب: 1- آفة قلبية، وأخلاط فاسدة، من حظ نفس، أو طلب شهرة، أو شرك خفي. 2- أو شبهة عقلية، أوحتها شياطين الإنس أو الجن، فعلقت بفؤاده. 3- أو شهوة جامحة، قدمت محاب نفسه على محاب ربه، فلم يعد هواه تبعاً للوحي. 4- أو بدعة قبيحة، أفسدت عليه نسق المتابعة، ونظام الشريعة. 5- أو سوء خلق، ونوع فضاضة، وضراوة، شوَّهت نسك حاملها. ومن ثمَّ، كان لا بد من التزكية، والتربية، لمن أراد الفلاح بالفوز بالمطلوب، والنجاة من المرهوب؛ بتخليص نفسه من آفاتها، وترقيتها في سلم الكمال البشري، كم بين الله - تعالى -:{وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7) أَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا ( قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا (9) وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا (10)}[ الشمس: 7-10 ].
التحقق بها تفاوتاً كبيراً؛ فمن متجردٍ عن هواه، مقبلٍ على مولاه، يعبده كأنه يراه، فذاك بأكرم المنازل، ومن متنكرٍ لفطرته، متمردٍ على ربه، معرضٍ عن طاعته بالكلية، فذاك بأخبث المنازل. وبين هذا وذاك مضمار طويل، ومقامات متعددة، يجري فيها الخلق، ويقفون. وإلى الله إيابهم، وعلى الله حسابهم. والأنموذج الكامل، والمعيار الدقيق للتدين، ما دل عليه قول الله - تعالى -: {وَمَنْ أَحْسَنُ دِيناً مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ واتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً، وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً} [ النساء: 125]. فتضمنت الآية وصفين عظيمين، عليهما تقوم العبادة الحقة، والدين الأحسن، وهما: 1-الإخلاص التام، المعبَّر عنه بإسلام الوجه لله - تعالى -، فلا يلتفت إلى أحد سواه. 2-الإحسان التام، الحاصل بموافقة هدي محمد - صلى الله عليه وسلم -، واتباع ملة أبيه إبراهيم، خليلا الرحمن، - عليهما السلام -. فحين يتجرد القلب إخلاصاً لله، وتتجرد الجوارح متابعة لرسول الله، تتحقق العبودية الخالصة والدين الأحسن. فالإخلاص يحصل به صلاح الباطن، والمتابعة يحصل بها صلاح الظاهر، وبمجموعهما يصلح أمر العبد كله. وهذان هما ركنا العبادة التي لأجلها خلق الله الخلق، وأرسل الرسل، وأنزل الكتب. وحين ينزل هذان المعنيان في جذر قلب العبد، ويستقران فيه، يؤتى الخشوع في عباداته، والعدل والإحسان في معاملاته، واللطف والرفق في أخلاقه، ويحبه الله وأهل سماواته، ويطرح له القبول في الأرض. ويجد من يلقاه صدقاً في لفظه، وأمناً في ضميره، وأنساً في معاشرته، كما يجد هو سكينة في نفسه ناشئةً عن التوافق بين الظاهر والباطن، وقوة في قلبه مستمدة من صدقه مع ربه، وعزةً في منطقه ومسلكه نابعةً عن اعتزازه بدينه ومعتقده. وترسم الآيات الكريمات في خاتمة سورة الفرقان هذا التدين النقي لـ (عباد الرحمن): {وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأَرْضِ هَوْناً وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلاماً (63) وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّداً وَقِيَاماً (64) وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَاماً (65) إِنَّهَا سَاءتْ مُسْتَقَرّاً وَمُقَاماً (66) وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاماً (67) وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً (68) إلى قوله: وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَاماً (72) وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمّاً وَعُمْيَاناً (73) وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَاماً} الرحمن:63-74]. وثمَّ (تديُّن منقوص) ثُلم، بسبب: 1- آفة قلبية، وأخلاط فاسدة، من حظ نفس، أو طلب شهرة، أو شرك خفي. 2- أو شبهة عقلية، أوحتها شياطين الإنس أو الجن، فعلقت بفؤاده. 3- أو شهوة جامحة، قدمت محاب نفسه على محاب ربه، فلم يعد هواه تبعاً للوحي. 4- أو بدعة قبيحة، أفسدت عليه نسق المتابعة، ونظام الشريعة. 5- أو سوء خلق، ونوع فضاضة، وضراوة، شوَّهت نسك حاملها. ومن ثمَّ، كان لا بد من التزكية، والتربية، لمن أراد الفلاح بالفوز بالمطلوب، والنجاة من المرهوب؛ بتخليص نفسه من آفاتها، وترقيتها في سلم الكمال البشري، كم بين الله - تعالى -:{وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7) أَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا ( قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا (9) وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا (10)}[ الشمس: 7-10 ].
|
عاشق أللؤلؤة- نائب المدير
- تاريخ التسجيل : 21/10/2009
الموقع : www.pearlgreen.ahlamontada.com
إنشاء حساب أو تسجيل الدخول لتستطيع الرد
تحتاج إلى أن يكون عضوا لتستطيع الرد.
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى