متى يخرج الطفل لوحده؟

<table> <tr> <td class="ImageFrame"> </td></tr></table>

حتى وقت قريب كان من الأمور
الاعتيادية لعب الطفل الذي لا يتجاوز السابعة من العمر خارج المنزل أو
ذهابه إلى المدرسة بمفرده، أما اليوم فيخشى كثير من الأهل على أولادهم
الذين يبلغون العاشرة الخروج من المنزل وحدهم، لاسيما في المدن الكبيرة.
فطبيعة
الحياة في مختلف دول العالم شهدت تغييرا كبيرا، وأصبحت أكثر تعقيدا، إذ
تنامت الجريمة وزادت نسبة الاعتداء على الأطفال، لذا أصبح الأهل أكثر حرصا
على أولادهم من التعرض للسوء أو الضياع أو الخطف. لكن السؤال التربوي الذي
يطرح نفسه هنا بقوة: ما العمر الأفضل لمنح الأطفال بعض الحرية في خروجهم من
المنزل؟
المختصون التربويون يرون بان إرسال الأطفال إلى المدارس وحدهم
من دون خوف، يتوقف على جملة من المعطيات منها طول الطريق الذي يسلكه الطفل
ومدى تعقيده، ومدى نضج الطفل، وأيضا مدى شعور الأهل بالضيق من خروجه لوحده.
لذلك يمكن مشاهدة أطفال صغار في الصف الأول ينزلون من الحافلة المدرسية
وهم يركضون، في حين ينزل من السيارات أطفال اكبر منهم عمرا برفقة أهاليهم.
وترى
الطبيبة النفسية ايلونا شبانهيلوفا بان الطفل يستطيع بدءا من الصف الثاني
الابتدائي الذهاب إلى مدرسته لوحده، في حال عدم وجود تعقيدات أو محاذير في
الطريق الذي سيسلكه، وشرط توجه الأهل معه قبلها إلى المدرسة عدة مرات، ثم
تجربة أن يقوم الطفل بنفسه باخذهم إلى المدرسة، حتى يكونوا على ثقة بانه لا
خوف عليه.
ورأت انه في حال كان الوصول إلى المدرسة يتطلب استخدام وسائط
نقل عامة مختلفة، فمن الأفضل الانتظار حتى يصبح الطفل في الصف الرابع
الابتدائي، لأنه يصبح أكثر ثقة بنفسه، ولا يخجل من سؤال البالغين في حال
طرأت أشياء جديدة لا يعرفها. وفي كل الأحوال تنصح بان يعطى الأطفال ساعة
وهاتفا نقالا للتأكد من وصولهم إلى المدرسة، وأيضا حتى يتمكن الأطفال من
الاتصال بالأهل في حال حاجتهم إلى مساعدة عاجلة.

أهمية الثناء بالنسبة للطفل
من
المؤكد أن الطفل سيرغب يوما بالتوجه من دون رقابة من الأهل ليس فقط إلى
المدرسة، وإنما للقاء الأصدقاء او ممارسة الهوايات المختلفة أو للشراء، ولا
يوجد في هذا المجال وفق المختصين وصفة واضحة عن العمر المفضل لقيام
الأطفال بهذه النشاطات لوحدهم، لان الأمر يختلف من طفل إلى آخر.
المختصون
يوصون الأهل بدعم الأطفال في حال رغبوا في التسوق لوحدهم مثلا، مع بعض
الحذر في حال كان ذهاب الطفل للشراء يحتاج إلى المرور بعدة تقاطعات أو
اشارات ضوئية.
الأمر المهم هنا هو مكان سكن الأهل، فاذا كان المحل
التجاري الذي يريد الطفل التوجه إليه يقع بعد إشارة ضوئية، لا بد أن يكونوا
على ثقة بان الطفل سيلتزم بإشارة السير، خاصة إذا كان عمره سبعة أعوام.
وان نجح في مهمته يجب الثناء عليه بشكل كبير لتعزيز ثقته بنفسه.
أما في
حال كان الأمر معقدا ويتطلب قطع أكثر من تقاطع للطرق، فمن الأفضل البحث عن
حل وسط من خلال مرافقة الأهل له لعدة تقاطعات، ثم تركه عند الإشارة الأخيرة
ليذهب لوحده، ثم الثناء عليه من جديد بعد إنجاز المهمة.

بدون مسؤولية لن تسير الأمور
يشدد
المختصون بان مرحلة الاستقلال النسبية هذه للأطفال يجب أن تسبقها عملية
إعدادهم لتحمل المسؤولية بالمفهوم العام، وذلك من اصغر عمر ممكن. لذا يجب
إعطاء الطفل حتى في سن الحضانة، أي قبل سن المدرسة واجبات محددة، يتوقف
تنفيذها عليه فقط.
وعلى الأهل تطوير الاستقلالية لدى الأطفال عبر مهمات
سهلة، مثل تحضير أدوات الطعام من ملاعق وشوك واكواب على الطاولة، أو وضع
الملابس في الغسالة، لان الطفل بهذا الشكل يتعلم ليس فقط تحمل المسؤولية
وإنما نتيجة تصرفاته، ففي حال عدم وضعه الملاعق على الطاولة، فإننا لن
نتمكن من تناول الطعام، وفي حال عدم وضع الملابس في الغسالة، فلن نتمكن من
ارتدائها لاحقا.
ومن الأهمية بمكان أيضا حماية الأطفال من المعلومات
السلبية حول العالم الذي نعيش فيه، ولذلك يجب أن نشرح للأطفال، وبالتوافق
مع أعمارهم، بأنه يوجد في هذا العالم أناس طيبون، وآخرون سيئون يمكن لهم أن
يلحقوا الأذى بهم. كما يجب على الأطفال أن يعرفوا بأنه من غير المسموح لهم
التكلم مع الغرباء، وان لا يأخذوا أي أشياء منهم أو مرافقتهم مهما كانت
الإغراءات.

خطوات تسهل استقلاليته
كيف يمكن تسهيل الخطوات الاستقلالية للأطفال؟ اليكم بعض الأفكار:
-
يجب على الطفل في البداية، مهما كان الطريق سهلا أمامه، أن لا يذهب إلى
هدفه لوحده تماما، بل من الأفضل أن يذهب مع أكثر من زميل وصديق له من
الجيران والمعارف. أما في الطريق الطويل، فيفضل أن يذهب مع أطفال من صفوف
أعلى من صفه، أي الأكبر منه سنا.
- عليه أينما اتجه لوحده أن يتقن معرفة الوقت، ومن المفضل أن يكون بحوزته هاتف محمول.
-
على الأهل أن يتحدثوا مع اطفالهم قبل سن المدرسة عما يجري حولهم، وما
المخاطر التي يمكن أن تهددهم في الخارج. فحتى الأطفال الصغار يجب أن يعرفوا
بأنه يوجد أناس جيدون يمكن أن يساعدوهم ويقفوا إلى جانبهم، وأيضا يوجد
أناس يمكن أن يؤذوهم أو يسرقوهم أو يتحرشوا بهم. وعلى الأهل أيضا تعليمهم
كيفية التصرف في حال مواجهتهم للصنف الثاني من الناس مثل اللجوء إلى الصراخ
والتوجه إلى الشخص الذي يتحمل المسؤولية في المكان الذي يتواجدون فيه، مثل
سائق الحافلة أو معلم المدرسة أو البائع.
- على الأطفال أن يعرفوا رقم تلفون الشرطة والإطفاء والإنقاذ، إضافة إلى أرقام هواتف الأهل والأقارب وبعض الأصدقاء.