إذا عز أخوك فهن

من الأشياء الجميلة تلك المشاعر النبيلة التي تنشأ بين الأفراد وتلك الروابط التي تجمع بعضهم ببعض وتلك الأواصر التي تؤاخي بينهم..وكثيرا ما نتعرض في هذه العلاقات الى مواقف تستدعي التوقف والتأمل وكثيرا ما تعترض هذه الأواصر العواقب والحواجز واللحظات الحرجة التي إن لم يحسن التصرف عصفت بها رياح الفرقة ولربما انقلبت الى عداوات وضغائن  ...والأسباب لاتخرج في كثير من الأحوال عن شعرة معاوية التي لا نحسن استخدامها أحيانا فنضع الكلمة في غير موضعها والموقف في غير أطره لينفلت الأمر من بين أيدينا فتنقلب هذه الأشياء الجميلة الى ذكريات مالم تصبح عداوة شرسة وبغضا لعينا...

...نجد في الأثر -إذا عز أخوك فهن-أي إذا تحامل عليك أو أخطأ في حقك فهون الأمر ولا تدفع به الى خطأ أكبر رواخفض الجناح للعثرات والزلات واستحضر الخصال الحميدة قبل تفعيل الزلات والعثرات واعف واصفح والصلح خير واكظم الغيظ واحفظ الجميل القديم-والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين-

بدون إطالة نعرج على هذه الجولة لنقرأ ما نقله الشعراء الينا

لعمرك مـا أدري وإنـي لأوجـلعلـى أيينـا تغـدو المنيـة أول

وإني أخوك الدائم العهد لم أخـنإن ابزاك خصم أو نبا بك  منـزل

وإني على أشياء منـك تريبنـيقديما لذو صفح على ذاك مجمـل

ستقطع في الدنيا إذا ما قطعتنـييمينـك فانظـر أي كـف تبـدل

وفي الناس إن رثت حبالك واصلوفي الأرض عن دار القلى متحول

إذا أنت لم تنصف أخاك  وجدتـهعلى طرف الهجران إن كان يعقل

وذي رحـم قلمـت أظافـر ضغنـهبحلمي عنه وهو ليـس لـه حلـم

ويسعى إذا أبنـي ليهـدم صالحـيوليس الذي يبني كمن شأنه الهـدم

فما زلت في لينـي لـه  وتعطفـيعليه كما تحنـو علـى الولـد الأم

وصبري على أشياء منـه تريبنـيوكظمي على غيضي وقد ينفع الكظم

لأستل منه الضغن حتـى  استللتـهوقد كان ذا ضغن يضيق به الجـرم

وأطفأت نار الحرب بينـي  وبينـهفأصبح بعد الحرب وهو لنـا سلـم

إذا كنت في كل الأمور معاتباصديقك لم تلق الذي لا تعاتبه

جمع الله شمل الفرقاء وأصلح ذات البين

فيضَ مَنَ الجَمــالْ الَذي سكبتهْ
تِلَكَ الَـأنــاملْ الَاَلمَــاَسيَةَ
طًرّحٌ مٌخملَي
كُلْ شَئَ مختلفْ هُنــا
يعطَيكـًم العآفية ولـآحرَمنآ منَكـًم
بإنتظَآرَجَديِدكًـم بشغفَ